النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{قُل لِّعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ سِرّٗا وَعَلَانِيَةٗ مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ يَوۡمٞ لَّا بَيۡعٞ فِيهِ وَلَا خِلَٰلٌ} (31)

قوله عز وجل : { قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصّلاة وينفقوا مما رزَقناهم سِرًّا وعلانية } فيه وجهان :

أحدهما : يعني بالسر ما خفي ، وبالعلانية ما ظهر ، وهو قول الأكثرين .

الثاني : أن السر التطوع ، والعلانية الفرض ، قاله القاسم بن يحيى .

ويحتمل وجهاً ثالثاً : أن السر الصدقات ، والعلانية النفقات{[1650]} .

{ مِنْ قبل أن يأتي يومٌ لا بَيْعٌ فيه ولا خلالٌ } فيه تأويلان :

أحدهما : معناه لا فِدية ولا شفاعة للكافر .

الثاني : أن معنى قوله { لا بيع } أي لا تباع الذنوب ولا تشتري الجنة . ومعنى قوله : { ولا خِلال } أي لا مودة بين الكفار في القيامة لتقاطعهم .

ثم فيه وجهان :

أحدهما : أن الخلال جمع خلة ، مثل قِلال وقُلّة .

الثاني : أنه مصدر من خاللت خِلالاً ، مثل قاتلت قِتالاً . ومنه قول لبيد :

خالت البرقة شركاً في الهدى *** خلة باقية دون الخلل


[1650]:سقط من ق.