النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{إِذٗا لَّأَذَقۡنَٰكَ ضِعۡفَ ٱلۡحَيَوٰةِ وَضِعۡفَ ٱلۡمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيۡنَا نَصِيرٗا} (75)

قوله عز وجل : { إذاً لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات } فيه قولان :أحدهما : لأذقناك ضعف عذاب الحياة وضعف عذاب الممات ، قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة والضحاك . الثاني : لأذقناك ضعف عذاب الدنيا وضعف عذاب الآخرة ، حكاه الطبري . وفي المراد بالضِّعف ها هنا وجهان :أحدها : النصيب ، ومنه قوله تعالى :{ لكل ضِعفٌ }[ الأعراف : 38 ] أي نصيب . الثاني : مثلان ، وذلك لأن ذنبك أعظم . وفيه وجه ثالث : أن الضعف هو العذاب يسمى ضعف لتضاعف ألمه ، قاله أبان بن تغلب وأنشد قول الشاعر :

لمقتل مالكٍ إذ بان مني ***    أبيتُ الليل في ضعفٍ أليم

قال قتادة : لما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين " .