محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{إِذٗا لَّأَذَقۡنَٰكَ ضِعۡفَ ٱلۡحَيَوٰةِ وَضِعۡفَ ٱلۡمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيۡنَا نَصِيرٗا} (75)

ثم توعده في ذلك أشد التوعد ، فقال : { إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا } .

{ إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات } أي ضعف عذاب الحياة وضعف عذاب الممات ، يريد عذاب الدنيا وعذاب الآخرة . و ( الضعف ) عبارة عن أن يضم إلى الشيء مثله ، ودل على إضمار العذاب ، وصف العذاب بالضعف في كثير من الآيات ، كقوله تعالى{[5418]} : { ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا في النار } وقال{[5419]} : { لكل ضعف ولكن لا تعلمون } .

والسبب في تضعيف العذاب ، أن أقسام نعم الله على الأنبياء أكثر . فكانت ذنوبهم أعظم . فكانت العقوبة المستحقة عليها أكثر . ونظيره قوله تعالى{[5420]} : { يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين } .

/خ75


[5418]:[38 / ص / 61].
[5419]:[7 / الأعراف / 38].
[5420]:[33 / الأحزاب / 30].