النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَإِن كَادُواْ لَيَفۡتِنُونَكَ عَنِ ٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ لِتَفۡتَرِيَ عَلَيۡنَا غَيۡرَهُۥۖ وَإِذٗا لَّٱتَّخَذُوكَ خَلِيلٗا} (73)

قوله تعالى : { وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره } فيه قولان :أحدهما : ما روى سعيد بن جبير أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستلم الحجر في طوافه فمنعته قريش وقالوا لا ندعك تستلم حتى تلم بآلهتنا فحدث نفسه وقال : " ما عليّ أن ألمَّ بها بعد أن يعدوني أستلم الحجر واللّه يعلم أني لها كاره " فأبى الله تعالى وأنزل عليه هذه الآية ، قاله مجاهد وقتادة . الثاني : ما روى ابن عباس أن ثقيفاً قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : أجِّلْنا سنة حتى نأخذ ما نُهدي لآلهتنا ، فإذا أخذناه كسرنا آلهتنا وأسلمْنا ، فهمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطيعهم ، فأنزل الله هذه الآية . { لِتَفْتَريَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ } يحتمل وجهين :أحدهما : لتدّعي علينا غير وحينا . الثاني : لتعتدي في أوامرنا .

{ وإذاً لاتخذوك خليلاً } فيه وجهان :أحدهما : صديقاً ، مأخوذ من الخُلة بالضم وهي الصداقة لممالأته لهم . الثاني : فقيراً ، مأخوذ من الخلة بالفتح وهي الفقر لحاجته إليهم .