فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِذٗا لَّأَذَقۡنَٰكَ ضِعۡفَ ٱلۡحَيَوٰةِ وَضِعۡفَ ٱلۡمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيۡنَا نَصِيرٗا} (75)

{ إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا ( 75 ) } .

ثم توعده سبحانه في ذلك أشد الوعيد فقال :

{ إِذن } أي لو قاربت أن تركن إليهم { لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ } أي مثلي ما يعذب به غيرك ممن يفعل هذا الفعل في الدارين والمعنى عذابا مضاعفا في الحياة وعذابا ضعفا في الممات أي مضاعفا ثم حذف الموصوف وأقيمت الصفة مقامه وأضيفت وذلك لأن خطأ العظيم عظيم كما قال سبحانه : { يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين } وضعف الشيء مثلاه ؛ وقد يكون الضعف النصيب كقوله لكل ضعف أي نصيب .

وقال الرازي : حاصل الكلام أنك لو مكنت خواطر الشيطان من قلبك وعقدت على الركون همك لاستحققت تضعيف العذاب عليك في الدنيا والآخرة ولصار عذابك مثلي عذاب المشرك في الدنيا ومثلي عذابه في الآخرة { ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا } ينصرك فيدفع عنك ويمنع منك هذا العذاب .

قال النيسابوري : إعلم أن القرب من الفتنة لا يدل على الوقوع فيها والتهديد على المعصية لا يدل على الإقدام عليها فلا يلزم من الآية طعن في العصمة .