بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِذٗا لَّأَذَقۡنَٰكَ ضِعۡفَ ٱلۡحَيَوٰةِ وَضِعۡفَ ٱلۡمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيۡنَا نَصِيرٗا} (75)

{ إِذًا لأذقناك ضِعْفَ الحياة } ، أي عذاب الدنيا ، { وَضِعْفَ الممات } ؛ يعني : عذاب الآخرة ، وهذا قول ابن عباس . وروى ابن أبي نجيح ، عن مجاهد أنه قال : { ضعف الحياة } عذابها أي عذاب الدنيا ، وضعف الممات أي عذاب الآخرة ، وهذا مثل الأول ؛ ويقال : { ضعف الممات } أي عذاب القبر ؛ ويقال : هذا وعيد للنبي صلى الله عليه وسلم ، يعني : إنك لو فعلت ذلك ، يضاعف لك العذاب على عذاب غيرك ؛ كما قال تعالى : { يانسآء النبى مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بفاحشة مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا العذاب ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى الله يَسِيراً } [ الأحزاب : 30 ] ، لأن درجة النبي صلى الله عليه وسلم ودرجة من وصفهم فوق درجة غيرهم ، فجعل لهم العذاب أشد . وروي عن مالك بن دينار أنه قال سألت أبا الشعثاء عن قوله : { ضِعْفَ الحياة وَضِعْفَ الممات } ، فقال : ضعف عذاب الدنيا وضعف عذاب الآخرة .

ثم قال : { ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا } ؛ يقول : مانعاً يمنعك من ذلك ، ويقال : مانعاً يمنع من العذاب .