الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{إِذٗا لَّأَذَقۡنَٰكَ ضِعۡفَ ٱلۡحَيَوٰةِ وَضِعۡفَ ٱلۡمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيۡنَا نَصِيرٗا} (75)

قوله تعالى : { ضِعْفَ الْحَيَاةِ } : قال الزمخشري : فإن قلت " كيف حقيقةُ هذا الكلام ؟ قلت : أصلُه : لأَذَقْناك عذابَ الحياةِ وعذابَ المماتِ ؛ لأنَّ العذابَ عذابان ، عذابٌ في المماتِ وهو عذابُ القبرِ ، وعذابٌ في حياةِ الآخرةِ وهو عذاب النار ، والضِّعْفُ يُوصَفَ به ، نحوَ قولِه تعالى : { فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِّنَ النَّارِ } [ الأعراف : 38 ] يعني عذاباً مُضاعَفاً ، فكأنَّ أصلَ الكلامِ : لأَذَقْناك عذاباً ضِعْفاً في الحياة ، وعذاباً ضِعْفاً في المَمَات ، ثم حُذِف الموصوفُ ، وأُقيمت الصفةُ مُقامه وهو الضَّعْف ، ثم أُضِيْفَتِ الصفة إضافةَ الموصوف فقيل : ضِعْفَ الحياة ، وضِعْفَ المماتِ ، كما لو قيل : أليمَ الحياةِ ، وأليم الممات " . والكلامُ في " إذن " و " لأَذَقْناك " كما تقدَّم في نظيره .