النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{أَمۡ تَقُولُونَ إِنَّ إِبۡرَٰهِـۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطَ كَانُواْ هُودًا أَوۡ نَصَٰرَىٰۗ قُلۡ ءَأَنتُمۡ أَعۡلَمُ أَمِ ٱللَّهُۗ وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَٰدَةً عِندَهُۥ مِنَ ٱللَّهِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ} (140)

قوله عز وجل : { أَمْ تَقُولُونَ إنَّ إبْرَاهِيمَ } يعني قالوا : { إنَّ إبْرَاهِيمَ وإِسْمَاعِيلَ وَإِسَحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ } وهم إثنا عشر سَبْطاً من ولد يعقوب ، والسَبْطُ الجماعة الذين يرجعون إلى أب واحد ، والسَبْطُ في اللغة : الشجر الذي يرجع بعضه إلى بعض { كَانُوا هُوداً أوْ نَصَارَى قُلْ : أَأَنْتُم أَعْلَمُ أمِ اللهُ } يعني اليهود تزعم أن هؤلاء كانوا هوداً ، والنصارى تزعم أنهم كانوا نصارى ، فرد الله عليهم بأن الله تعالى أعلم بهم منكم ، يعني بأنهم لم يكونوا هوداً ولا نصارى .

ثم قال تعالى { ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله } هم اليهود كتموا ما في التوراة من صفة محمد صلى الله عليه وسلم ونبوته{[209]} .

{ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } من كتمان الشهادة ، والارتشاء عليها من أغنيائهم وسفهائهم .


[209]:- وقيل كتموا علمهم بأن الأنبياء كانوا على الإسلام.