النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَإِذۡ يَرۡفَعُ إِبۡرَٰهِـۧمُ ٱلۡقَوَاعِدَ مِنَ ٱلۡبَيۡتِ وَإِسۡمَٰعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلۡ مِنَّآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (127)

قوله تعالى : { وَإَذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ } أول من دله الله تعالى على مكان البيت إبراهيمُ ، وهو أول{[201]} من بناه مع إسماعيل ، وأول من حجه ، وإنما كانوا قَبْلُ يصلون نحوه ، ولا يعرفون مكانه .

والقواعد من البيت واحدتها قاعدة ، وهي كالأساس لما فوقها .

{ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا } والمعنى : يقولان ربنا تقبل منا ، كما قال تعالى : { وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلاَمٌ عَلَيكُم } أي يقولون سلام عليكم ، وهي كذلك في قراءة أبيّ بن كعب : { وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ وَيَقُولاَنِ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا } . وتفسير " إسماعيل " : إسمع يا الله ، لأن إيل بالسريانية هو الله ، لأن إبراهيم لما دعا ربه قال : اسمع يا إيل ، فلما أجابه ورزقه بما دعا من الولد ، سمّى بما دعا .


[201]:-نسب القرطبي في تفسيره إلى المؤلف أن أول من بني البيت آدم بعد أن أهبط من الجنة إلى الأرض انظر جـ2 ص 121 ولم تذكر الأصول التي بين أيدينا ذلك.