ثم قال : ( أَمْ يَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ ) إلى قوله : ( اَوْ نَصَارَى ) [ 139 ] .
أي : أتقول اليهود : إن هؤلاء الأنبياء كانوا هوداً ؟ أو أتقول( {[4390]} ) النصارى : إن هؤلاء الأنبياء كانوا نصارى ؟ قل( {[4391]} ) لهم يا محمد : أنتم أعلم أم الله ؟ فإن الله قد أعلمنا أنهم على الملة الحنيفية المسلمة . ومن قرأ بالتاء( {[4392]} ) ، جعله خطاباً( {[4393]} ) لهم . ومن قرأه بالياء أجراه( {[4394]} ) على الإخبار عنهم .
ثم قال : ( وَمَنَ اَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ( {[4395]} ) مِنَ اللَّهِ ) [ 139 ] .
أي : لا أحد أظلم ممن كتم شهادة( {[4396]} )/عنده من الله . أي : لا أحد أظلم منه( {[4397]} ) .
وقيل : عني بذلك كتمانهم نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وهم يعلمون ذلك ويجدونه( {[4398]} ) في كتبهم . قاله قتادة وغيره( {[4399]} ) .
وقيل : إنما كتموا ما في كتبهم من اتباع ملة إبراهيم صلى الله عليه وسلم ومن ذُكِرَ معه ، وقد علموا أنهم كانوا حنفاء مسلمين فكتموا ذلك . وادّعت اليهود( {[4400]} ) أنهم كانوا يهوداً ، وادّعت النصارى أنهم كانوا نصارى ، وهم مع ذلك( {[4401]} ) قد علموا أن اليهودية والنصرانية إنما حدثت بعد موت [ هؤلاء( {[4402]} ) ] الأنبياء صلى الله عليهم وسلم( {[4403]} ) .
والهاء في ( عِنْدَهُ ) تعود على الظالم ودل عليه ( اَظْلَمُ )( {[4404]} ) .
والأسباط من ولد يعقوب كالقبائل من ولد إسماعيل صلى الله عليه وسلم( {[4405]} ) وهم اثنا عشر سبطاً من اثني( {[4406]} ) عشر ولداً ليعقوب عليه السلام .
ثم قال تعالى : ( وَمَا اللَّهُ بِغَافِلِ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) [ 139 ] .
أي : ليس الله بغافل عن فعلكم وكتمانكما قد( {[4407]} ) علمتموه ، بل يحصيه عليكم ويجازيكم به .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.