الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَمۡ تَقُولُونَ إِنَّ إِبۡرَٰهِـۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطَ كَانُواْ هُودًا أَوۡ نَصَٰرَىٰۗ قُلۡ ءَأَنتُمۡ أَعۡلَمُ أَمِ ٱللَّهُۗ وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَٰدَةً عِندَهُۥ مِنَ ٱللَّهِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ} (140)

ثم قال : ( أَمْ يَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ ) إلى قوله : ( اَوْ نَصَارَى ) [ 139 ] .

أي : أتقول اليهود : إن هؤلاء الأنبياء كانوا هوداً ؟ أو أتقول( {[4390]} ) النصارى : إن هؤلاء الأنبياء كانوا نصارى ؟ قل( {[4391]} ) لهم يا محمد : أنتم أعلم أم الله ؟ فإن الله قد أعلمنا أنهم على الملة الحنيفية المسلمة . ومن قرأ بالتاء( {[4392]} ) ، جعله خطاباً( {[4393]} ) لهم . ومن قرأه بالياء أجراه( {[4394]} ) على الإخبار عنهم .

ثم قال : ( وَمَنَ اَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ( {[4395]} ) مِنَ اللَّهِ ) [ 139 ] .

أي : لا أحد أظلم ممن كتم شهادة( {[4396]} )/عنده من الله . أي : لا أحد أظلم منه( {[4397]} ) .

وقيل : عني بذلك كتمانهم نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وهم يعلمون ذلك ويجدونه( {[4398]} ) في كتبهم . قاله قتادة وغيره( {[4399]} ) .

وقيل : إنما كتموا ما في كتبهم من اتباع ملة إبراهيم صلى الله عليه وسلم ومن ذُكِرَ معه ، وقد علموا أنهم كانوا حنفاء مسلمين فكتموا ذلك . وادّعت اليهود( {[4400]} ) أنهم كانوا يهوداً ، وادّعت النصارى أنهم كانوا نصارى ، وهم مع ذلك( {[4401]} ) قد علموا أن اليهودية والنصرانية إنما حدثت بعد موت [ هؤلاء( {[4402]} ) ] الأنبياء صلى الله عليهم وسلم( {[4403]} ) .

والهاء في ( عِنْدَهُ ) تعود على الظالم ودل عليه ( اَظْلَمُ )( {[4404]} ) .

والأسباط من ولد يعقوب كالقبائل من ولد إسماعيل صلى الله عليه وسلم( {[4405]} ) وهم اثنا عشر سبطاً من اثني( {[4406]} ) عشر ولداً ليعقوب عليه السلام .

ثم قال تعالى : ( وَمَا اللَّهُ بِغَافِلِ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) [ 139 ] .

أي : ليس الله بغافل عن فعلكم وكتمانكما قد( {[4407]} ) علمتموه ، بل يحصيه عليكم ويجازيكم به .


[4390]:- في ع2، ع3: تقول.
[4391]:- في ع2: قال. وهو خطأ.
[4392]:- قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وعاصم في رواية حفص بالتاء. وقرأ باقي السبعة وعاصم في رواية أبي بكر بالياء. انظر: كتاب السبعة 171، والكشف 1/266، والتبصرة 155، والتيسير 76، وكتاب العنوان 72، والحجة 115-116، والنشر 2/223، والتحبير89.
[4393]:- في ع1: خطايا. وهو تصحيف.
[4394]:- في ع1: أجزاه.
[4395]:- سقط من ع2، ق.
[4396]:- في ع1، ع2، ح، ق: شهادته.
[4397]:- انظر: جامع البيان 1/124.
[4398]:- في ع3: يجحدونه.
[4399]:- انظر: المحرر الوجيز 1/372، وتفسير القرطبي 2/147، والدر المنثور 1/341.
[4400]:- في ع2: يهود.
[4401]:- في ع3: ذلك أنهم.
[4402]:- سقط من ع1، ع2، ق، ع3.
[4403]:- وهو معنى قول الربيع. انظر: جامع البيان 3/125.
[4404]:- في ع3: الظلم. وهو تحريف.
[4405]:- في ح: عليهما...وفي ع3: عليهم.
[4406]:- في ع1، ع3: إثنا. وهو خطأ. وقوله: "من اثني" ساقط من ق.
[4407]:- سقط من ق.