الآية 140 وقوله : { أم يقولون } قيل : بل تقولون ، وقيل : على الاستفهام في الظاهر : أتقولون ؟ لكنه على الرد والإنكار عليهم ؛ وذلك أن اليهود قالوا : إن إبراهيم وبنيه كانوا هودا أو نصارى . وقال{[1675]} الله تعالى : قل يا محمد : أنتم أعلم بدينهم أم الله ، مع إقراركم أنه ربكم ، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ؟ ومعنى الاستفهام هو تقرير ما قالوه كالرد عليهم والإنكار .
[ وقوله ]{[1676]} { ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله } قيل : الشهادة التي [ عنده : علمهم أنهم كانوا مسلمين ، ولم يكونوا على دينهم ، وقيل : الشهادة التي ]{[1677]} عندهم بالإسلام أنه دين الله ، وأنه حق ، وقيل : الشهادة التي كانت عندهم محمد صلى الله عليه وسلم في كتابهم ، وأخذ عليهم المواثيق والعهود بقوله : { لتبيننه للناس ولا تكتمونه } [ آل عمران : 187 ] فكتموه ، وكذبوه ، وقيل : { من أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله } في قول اليهود لإبراهيم عليه السلام وما ذكر من الأنبياء كانوا هودا أو نصارى ، فيقول الله عز وجل لا تكتموا الشهادة إن كان عندكم علم بذلك{[1678]} /20-ب/ وقد علم الله أنكم{[1679]} كاذبون ، وقيل : الأسباط بنو يعقوب سمو أسباطا أنه ولد لكل رجل منهم أمة .
وقوله : { وما الله بغافل عما تعملون } خرج على الوعيد ؛ أي لا تحسبوا انه غافل عما تعملون . ويجوز أن يكون لم ينشئهم على غفلة مما يعملون ، بل على علم بما يعملون ؛ خلقهم ليعلم أن ليس له في شيء من عمل الخلق له حاجة ليخلقهم على رجاء النفع له ، ولا قوة إلا بالله ، خلقهم ، وهو يعلم بأنهم{[1680]} يعصونه{[1681]}
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.