تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{أَمۡ تَقُولُونَ إِنَّ إِبۡرَٰهِـۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطَ كَانُواْ هُودًا أَوۡ نَصَٰرَىٰۗ قُلۡ ءَأَنتُمۡ أَعۡلَمُ أَمِ ٱللَّهُۗ وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَٰدَةً عِندَهُۥ مِنَ ٱللَّهِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ} (140)

الآية 140 وقوله : { أم يقولون } قيل : بل تقولون ، وقيل : على الاستفهام في الظاهر : أتقولون ؟ لكنه على الرد والإنكار عليهم ؛ وذلك أن اليهود قالوا : إن إبراهيم وبنيه كانوا هودا أو نصارى . وقال{[1675]} الله تعالى : قل يا محمد : أنتم أعلم بدينهم أم الله ، مع إقراركم أنه ربكم ، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ؟ ومعنى الاستفهام هو تقرير ما قالوه كالرد عليهم والإنكار .

[ وقوله ]{[1676]} { ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله } قيل : الشهادة التي [ عنده : علمهم أنهم كانوا مسلمين ، ولم يكونوا على دينهم ، وقيل : الشهادة التي ]{[1677]} عندهم بالإسلام أنه دين الله ، وأنه حق ، وقيل : الشهادة التي كانت عندهم محمد صلى الله عليه وسلم في كتابهم ، وأخذ عليهم المواثيق والعهود بقوله : { لتبيننه للناس ولا تكتمونه } [ آل عمران : 187 ] فكتموه ، وكذبوه ، وقيل : { من أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله } في قول اليهود لإبراهيم عليه السلام وما ذكر من الأنبياء كانوا هودا أو نصارى ، فيقول الله عز وجل لا تكتموا الشهادة إن كان عندكم علم بذلك{[1678]} /20-ب/ وقد علم الله أنكم{[1679]} كاذبون ، وقيل : الأسباط بنو يعقوب سمو أسباطا أنه ولد لكل رجل منهم أمة .

وقوله : { وما الله بغافل عما تعملون } خرج على الوعيد ؛ أي لا تحسبوا انه غافل عما تعملون . ويجوز أن يكون لم ينشئهم على غفلة مما يعملون ، بل على علم بما يعملون ؛ خلقهم ليعلم أن ليس له في شيء من عمل الخلق له حاجة ليخلقهم على رجاء النفع له ، ولا قوة إلا بالله ، خلقهم ، وهو يعلم بأنهم{[1680]} يعصونه{[1681]}


[1675]:- من ط م و ط ع: قال.
[1676]:- من ط م و ط ع.
[1677]:- من ط م.
[1678]:- من ط م و ط ع، في الأصل: ذلك.
[1679]:- من ط م، في الأصل و ط ع: أنهم.
[1680]:- في ط م: أنهم.
[1681]:- انتهت في هذه الآية المقابلة على ط م بانتهائه وتحولت إلى م. انظر ما ذكرته في عملي في المقدمة، أدرج في م و ط ع تتمة الآية.