وقوله : { أَمْ يَقُولُونَ } قرأ حمزة ، والكسائي ، وعاصم في رواية حفص : { تقولون } بالتاء الفوقية ، وعلى هذه القراءة تكون «أم » هاهنا معادلة للهمزة في قوله : { أَتُحَاجُّونَنَا } أي : أتحاجوننا في الله أم تقولون إن هؤلاء الأنبياء على دينكم ، وعلى قراءة الياء التحتية تكون أم منقطعة ، أي : بل يقولون . وقوله : { قُلْ أَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ الله } فيه تقريع ، وتوبيخ : أي : أن الله أخبرنا بأنهم لم يكونوا هوداً ولا نصارى ، وأنتم تدّعون أنهم كانوا هوداً أو نصارى ، فهل أنتم أعلم أم الله سبحانه ؟ وقوله : { وَمَنْ أَظْلَمُ } استفهام : أي : لا أحد أظلم : { مِمَّنْ كَتَمَ شهادة عِندَهُ مِنَ الله } يحتمل أن يريد بذلك الذمّ لأهل الكتاب ، بأنهم يعلمون أن هؤلاء الأنبياء ما كانوا هوداً ، ولا نصارى ، بل كانوا على الملة الإسلامية ، فظلموا أنفسهم بكتمهم لهذه الشهادة بل بادّعائهم لما هو مخالف لها ، وهو أشدّ في الذنب ممن اقتصر على مجرد الكتم الذي لا أحد أظلم منه ، ويحتمل أن المراد أن المسلمين لو كتموا هذه الشهادة لم يكن أحد أظلم منهم ، ويكون المراد بذلك التعريض بأهل الكتاب ، وقيل : المراد هنا ما كتموه من صفة محمد صلى الله عليه وسلم . وفي قوله : { وَمَا الله بغافل عَمَّا تَعْمَلُونَ } وعيد شديد ، وتهديد ليس عليه مزيد ، وإعلام بأن الله سبحانه لا يترك عقوبتهم على هذا الظلم القبيح ، والذنب الفظيع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.