النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فَإِنۡ ءَامَنُواْ بِمِثۡلِ مَآ ءَامَنتُم بِهِۦ فَقَدِ ٱهۡتَدَواْۖ وَّإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّمَا هُمۡ فِي شِقَاقٖۖ فَسَيَكۡفِيكَهُمُ ٱللَّهُۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (137)

قوله تعالى : { فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَآ آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا } فإن قيل : فهل للإيمان مثل لا يكون إيماناً ؟ قيل معنى الكلام : فإن آمنوا مثل إيمانكم ، وصدَّقوا مثل تصديقكم فقد اهتدوا ، وهذا هو معنى القراءة وإن خالف المصحف .

{ وَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ } يعني في مشاقة وعداوة ، وأصل الشِّقَاقِ البُعْدُ ، من قولهم قد أخذ فلان في شِقٍّ ، وفلان في شِقٍّ آخر ، إذا تباعدوا . وكذلك قيل للخارج عن الجماعة ، قد شَقَّ عصا المسلمين لبُعْدِهِ عنهم .