النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{صِبۡغَةَ ٱللَّهِ وَمَنۡ أَحۡسَنُ مِنَ ٱللَّهِ صِبۡغَةٗۖ وَنَحۡنُ لَهُۥ عَٰبِدُونَ} (138)

قوله تعالى : { صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً } فيه تأويلان :

أحدهما : معناه دين الله ، وهذا قول قتادة .

وسبب ذلك أن النصارى كانوا يصبغون أولادهم في ماء{[207]} لهم ، ويقولون هذا تطهير لهم كالختان ، فرد الله تعالى ذلك عليهم بأن قال : { صِبْغَةَ اللهِ } أي صبغة الله أحسن صبغة ، وهي الإسلام .

والثاني : أن صبغة الله ، هي خلقة الله ، وهذا قول مجاهد .

فإن كانت الصبغة هي الدين ، فإنما سُمِّيَ الدين صبغة ، لظهوره على صاحبه ، كظهور الصِّبْغِ عَلَى الثوبِ ، وإن كانت هي الخلقة فلإحداثه كإحداث{[208]} اللون على الثوب .


[207]:- ماء لهم: يقال له ماء المعمودية يغمسون الولد فيه عندما يصير عمره سبعة أيام فإذا فعلوا ذلك قالوا الآن صار نصرانيا حقا.
[208]:- هكذا في الأصول.