النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي ٱلۡأَرۡضِ لِيُفۡسِدَ فِيهَا وَيُهۡلِكَ ٱلۡحَرۡثَ وَٱلنَّسۡلَۚ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلۡفَسَادَ} (205)

قوله تعالى : { وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأرْضِ } في قوله تولى تأويلان :

أحدهما : يعني غضب ، حكاه النقاش .

والثاني : انصرف ، وهو ظاهر قول الحسن .

وفي قوله تعالى : { لِيُفْسِدَ فِيهَا } تأويلان :

أحدهما : يفسد فيها بالصد .

والثاني : بالكفر .

{ وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ{[301]} وَالنَّسْلَ } فيه تأويلان :

أحدهما : بالسبي والقتل .

والثاني : بالضلال الذي يؤول إلى السبي والقتل .

{ وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ } معناه لا يحب أهل الفساد . وقال بعضهم لا يمدح الفساد ، ولا يثني عليه ، وقيل أنه لا يحب كونه ديناً وشرعاً ، ويحتمل : لا يحب العمل بالفساد .


[301]:- قال الطبري: المعنى في الآية الأخنس بن شريق في إحراقه الزرع وقتله الحمر. وقال غيره عامة في جميع الناس. وقال ابن عطية الأخنس بن شريق لم يثبت له إسلام قط.