قوله تعالى : { يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السلْمِ كَآفَّةً }{[303]} قرأ ابن كثير ، ونافع ، والكسائي بفتح السين ، والباقون بكسرها ، واختلف أهل اللغة في الفتح والكسر ، على وجهين :
أحدهما : أنهما لغتان تستعمل كل واحدة منهما في موضع الأخرى .
والثاني : معناهما مختلف ، والفرق بينهما أن السِّلم بالكسر الإسلام ، والسَّلم بالفتح المسالمة ، من قوله تعالى :
{ وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا }
[ الأنفال : 61 ] وفي المراد بالدخول في السلم ، تأويلان :
أحدهما : الدخول في الإسلام ، وهو قول ابن عباس ، ومجاهد ، والضحاك .
والثاني : معناه ادخلوا في الطاعة ، وهو قول الربيع ، وقتادة .
وفي قوله : { كَافَّةً } تأويلان :
أحدهما : عائد إلى الذين آمنوا ، أن يدخلوا جميعاً في السلم .
والثاني : عائد إلى السلم أن يدخلوا في جميعه .
{ وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيطَانِ } يعني آثاره .
{ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } فيه تأويلان :
واختلفوا فيمن{[304]} أبان به عدوانه على قولين :
أحدهما : بامتناعه من السجود لآدم .
{ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً }{[305]} .
واختلفوا فيمن أمر بالدخول في السلم كافة ، على ثلاثة أقاويل :
أحدها : أن المأمور بها المسلمون ، والدخول في السلم العمل بشرائع الإسلام كلها ، وهو قول مجاهد ، وقتادة .
والثاني : أنها نزلت في أهل الكتاب ، آمنوا بمن سلف من الأنبياء ، فأُمِروا بالدخول في الإسلام ، وهو قول ابن عباس ، والضحاك .
والثالث : أنها نزلت في ثعلبة ، وعبد الله بن سلام ، وابن يامين ، وأسد ، وأسيد ابني كعب ، وسعيد بن عمرو ، وقيس بن زيد ، كلهم من يهود قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يوم السبت كنا نعظمه ونَسْبِتُ فيه ، وإن التوراة كتاب الله تعالى ، فدعنا فلنصم نهارنا بالليل ، فنزلت هذه الآية ، وهو قول عكرمة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.