تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي ٱلۡأَرۡضِ لِيُفۡسِدَ فِيهَا وَيُهۡلِكَ ٱلۡحَرۡثَ وَٱلنَّسۡلَۚ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلۡفَسَادَ} (205)

الآية 205 وقوله تعالى : ( وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ) ؛ قيل فيه بوجوه : قيل : ( ويهلك الحرث ) أي يقتل النساء ، وهن حرث ، كقوله تعالى : ( نساؤكم حرث لكم ) [ البقرة : 223 ] ، وفي إهلاك النساء إهلاك [ الناس ]{[2366]} ، وقيل : أراد بالحرث نفسه ، وهو الزرع ، وبالنسل{[2367]} الدواب ؛ يحرق الحرث ، ويعقر الدواب وكل حيوان ، وقيل : إنهم كانوا يسعون بالفساد ، ويعملون بالمعاصي ، فيمسك الله عنهم المطر ، فيهلك كل شيء من الناس وغيرهم . ويحتمل : ( ويهلك الحرث ) قتل ولد آدم ، وفي إهلاكهم إهلاك كل حرث ؛ لأنهم هم الذين يحرثون ، ويتناسلون ، والله أعلم .

وقوله : ( والله لا يحب الفساد ) ؛ ظاهر .


[2366]:- ساقطة من النسخ الثلاث.
[2367]:- في النسخ الثلاث: والنسل.