قوله تعالى : { . . . قَالَ : إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ } حُكِيَ عن الحسن البصري ، أن المراد بقوله صفراء ، أي سوداء شديدة السواد ، كما تقول العرب : ناقة صفراء أي سوداء ، ومنه قول الشاعر{[146]} :
تلك خيلي منه وتلك ركابي *** هُنّ صفر أولادها كالزبيب
وصفرٍ ليست بمصفرّة *** ولكنّ سوداءَ مثل الخُمُر
وقال سائر المفسرين : إنها صفراء اللون ، من الصفرة المعروفة ، وهو أصح ، لأنه الظاهر ، ولأنه قال : { فَاقِعٌ لَّوْنُهَا } والفاقع من صفات الصفرة ، وليس يوصف السواد بذلك ، وإنما يقال : أسود حالكٌ ، وأحمر قانٍ ، وأبيضُ ناصعٌ ، وأخضرُ ناضرٌ ، وأصفرُ فاقعٌ .
ثم فيما أُرِيدَ بالصفرة قولان :
أحدهما : صفراء القرن والظلف ، وهو قول سعيد بن جبير .
والثاني : صفراء اللون كله ، وهذا قول مجاهد .
وفي قوله تعالى : { فاقع لونها } ثلاثة تأويلات :
أحدها : الشديدة الصفرة ، وهذا قول ابن عباس ، والحسن .
والثاني : الخالص الصفرة ، وهذا قول قطرب .
والثالث : الصافي ، وهذا قول أبي العالية ، وقتادة .
{ تَسُرُّ النَّاظِرِينَ } فيه وجهان :
أحدهما : تعجب الناظرين بصفرتها ، فتعجب بالسرور ، وهو ما يتأثر به القلب ، والفرح ما فرحت به العين ، ويحتمل قوله : { تَسُرُّ النَّاظِرِينَ } وجهين :
أحدهما : بحسن لونها فتكون . . . . {[147]} لصفرتها .
والثاني : حسن سمتها ، وصفت بذلك ، ليكون ذلك زيادة شرط في صفتها ، غير ما تقدم من ذكر صفرتها ، فتصير البقرة على الوجه الأول ، ذات وصف واحد ، وعلى الوجه الثاني ، ذات وصفين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.