النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فَجَعَلۡنَٰهَا نَكَٰلٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهَا وَمَا خَلۡفَهَا وَمَوۡعِظَةٗ لِّلۡمُتَّقِينَ} (66)

قوله تعالى : { فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا } وفي المجعول نكالاً ، ستة أقاويل :

أحدها : أنها العقوبة .

والثاني : أنها الحيتان .

والثالث : أنها القرية التي اعتدى أهلها .

والرابع : أنهم الأمة الذين اعتدوا ، وهم أهل أيلة .

والخامس : أنهم الممسوخون قردة .

والسادس : أنهم القردة الممسوخ على صورهم .

وفي قوله تعالى : { نَكَالاً } ثلاثة تأويلات :

أحدها : عقوبة ، وهو قول ابن عباس .

والثاني : عبرة ينكل بها من رآها .

والثالث : أن النكال الاشتهار بالفضيحة .

وفي قوله تعالى : { لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا } من القرى ، وهذه رواية عكرمة عن ابن عباس .

والثاني : ما بين يديها يعني من بعدهم من الأمم ، وما خلفها ، الذين كانوا معهم باقين ، وهذه رواية الضحاك عن ابن عباس .

والثالث : ما بين يديها ، يعني من دونها ، وما خلفها ، يعني لمن يأتي بعدهم من الأمم ، وهذا قول السدي .

والرابع : لما بين يديها من ذنوب القوم ، وما خلفها للحيتان التي أصابوها ، وهذا قول قتادة .

والخامس : ما بين يديها ما مضى من خطاياهم ، وما خلفها : خطاياهم التي أُهْلِكُوا بها ، وهذا قول مجاهد .


[141]:- ما بين الزاويتين ساقط من ك.