بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قَالُواْ ٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوۡنُهَاۚ قَالَ إِنَّهُۥ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٞ صَفۡرَآءُ فَاقِعٞ لَّوۡنُهَا تَسُرُّ ٱلنَّـٰظِرِينَ} (69)

{ قَالُواْ } : يا موسى { ادع لَنَا رَبَّكَ } ، أي سل لنا ربك { يُبَيّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا } ، قال لهم موسى : { إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِعٌ لَّوْنُهَا } ، يعني شديد الصفرة .

كما يقال : أصفر فاقع إذا كان شديد الصفرة ، كما يقال : أسود حالك ، وأبيض يقق ، وأحمر قاني ، وأخضر ناصع إذا وصف بالشدة . وقال بعضهم : أراد به بقرة صفراء الظلف والقرن ، أي شعرها وظلفها وقرنها وكل شيء منها أصفر . ويقال : أراد به البقرة السوداء ، لأن السواد الشديد يضرب إلى الصفرة ، كما قال تعالى : { كالقصر كَأَنَّهُ جمالة صُفْرٌ } [ المرسلات : 33 ] ، وكما قال القائل :

تِلْكَ خَيْلِي مِنْهُ ، وَتِلْكَ رِكَابِي . . . هُنَّ صُفْرٌ أَوْلاَدُهَا كَالزَّبِيبِ

أراد بالصفر السود . ولكن هذا خلاف أقاويل المفسرين ، وكلهم اتفقوا أن المراد به صفراء اللون ، إلا قولاً روي عن الحسن البصري .

قوله عز وجل : { تَسُرُّ الناظرين } ، يعني تعجب من نظر إليها لحسن لونها .