النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{قَالَ بَلۡ فَعَلَهُۥ كَبِيرُهُمۡ هَٰذَا فَسۡـَٔلُوهُمۡ إِن كَانُواْ يَنطِقُونَ} (63)

قوله تعالى : { قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ } الآية . فيه وجهان :

أحدهما : بل فعله كبيرهم إن كانوا ينطقون فاسألوهم ، فجعل إضافة الفعل إليهم مشروطاً بنطقهم تنبيهاً لهم على فساد اعتقادهم .

الثاني : أن هذا القول من إبراهيم سؤال إلزام خرج مخرج الخبر وليس بخبر ، ومعناه : أن من اعتقد أن هذه آلهة لزمه سؤالها ، فلعله فعله [ كبيرهم ] فيجيبه إن كان إلهاً ناطقاً .

وقوله :{ . . . إِن كَانُوا يَنطِقُونَ } أي يخبرون ، كما قال الأحوص :

ما الشعر إلا خطبةٌ من مؤلفٍ *** لمنطق حق أو لمنطق باطل