النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فَجَعَلَهُمۡ جُذَٰذًا إِلَّا كَبِيرٗا لَّهُمۡ لَعَلَّهُمۡ إِلَيۡهِ يَرۡجِعُونَ} (58)

قوله تعالى : { فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً } قراءة الجمهور بضم الجيم ، وقرأ الكسائي وحده بكسرها{[1965]} ، وفيه وجهان :

أحدهما : حُطاماً ، قاله ابن عباس ، وهو تأويل من قرأ بالضم .

الثاني : قِطعاً مقطوعة . قال الضحاك : هو أن يأخذ من كل عضوين عضواً ويترك عضواً ، وهذا تأويل من قرأ بالكسر ، مأخوذ من الجذ وهو القطع ، قال الشاعر :

جَّذذ الأصنام في محرابها *** ذاك في الله العلي المقتدر


[1965]:بكسرها: أي جذاذا بكسر الجيم وهي جمع جذيذ مثل خفيف وخفاف وظريف وظراف.