قال } متهكماً بهم{[51226]} وملزماً بالحجة : { بل فعله كبيرهم } غيره من أن يعبد معه من هو دونه ، {[51227]}وهذا على طريق إلزام{[51228]} الحجة ؛ وتقييده بقوله : { هذا } إشارة إلى الذي تركه بغير كسر يدل على أنه كان فيهم كبير غيره . وكذا التنكير فيما مضى من قوله { إلا كبيراً لهم } وهذا{[51229]} - مع كونه تهكماً بهم {[51230]}وكناية عن أنهم لا عقل لهم لعبادتهم من يعلمون أنه لا يقدر على فعل ما{[51231]} - تنبيه على قباحة الشرك ، وأنه لا يرضى به إله بل يهلك من عبد غيره وكل ما عبد من دونه إن كان قادراً ، غيره على مقامه العظيم ، ومنصبه الجسيم .
ولما أخبرهم بذلك ، ولم يكن أحد رآه حتى يشهد على فعله ، وكانوا قد أحلوهم بعبادتهم ووضع الطعم لهم محل من بعقل ، سبب{[51232]} عنه أمرهم بسؤالهم فقال : { فاسألوهم } {[51233]}أي عن الفاعل ليخبروكم به{[51234]} { إن كانوا ينطقون* } على زعمكم أنهم آلهة يضرون وينفعون ، {[51235]}فإن قدروا على النطق أمكنت منهم القدرة وإلا فلا{[51236]} ، أما سؤال الصحيح فواضح ، وأما غيره فكما يسأل الناس من جرح أو قطعت يده أو رجله أو ضرب وسطه وبقيت فيه بقية من رمق ، وإسناده الفعل ما لا يصح إسناده إليه وأمره بسؤاله بعد الإضراب عن فعله {[51237]}متضمن لأنه هو الفاعل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.