نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{قَالَ بَلۡ فَعَلَهُۥ كَبِيرُهُمۡ هَٰذَا فَسۡـَٔلُوهُمۡ إِن كَانُواْ يَنطِقُونَ} (63)

قال } متهكماً بهم{[51226]} وملزماً بالحجة : { بل فعله كبيرهم } غيره من أن يعبد معه من هو دونه ، {[51227]}وهذا على طريق إلزام{[51228]} الحجة ؛ وتقييده بقوله : { هذا } إشارة إلى الذي تركه بغير كسر يدل على أنه كان فيهم كبير غيره . وكذا التنكير فيما مضى من قوله { إلا كبيراً لهم } وهذا{[51229]} - مع كونه تهكماً بهم {[51230]}وكناية عن أنهم لا عقل لهم لعبادتهم من يعلمون أنه لا يقدر على فعل ما{[51231]} - تنبيه على قباحة الشرك ، وأنه لا يرضى به إله بل يهلك من عبد غيره وكل ما عبد من دونه إن كان قادراً ، غيره على مقامه العظيم ، ومنصبه الجسيم .

ولما أخبرهم بذلك ، ولم يكن أحد رآه حتى يشهد على فعله ، وكانوا قد أحلوهم بعبادتهم ووضع الطعم لهم محل من بعقل ، سبب{[51232]} عنه أمرهم بسؤالهم فقال : { فاسألوهم } {[51233]}أي عن الفاعل ليخبروكم به{[51234]} { إن كانوا ينطقون* } على زعمكم أنهم آلهة يضرون وينفعون ، {[51235]}فإن قدروا على النطق أمكنت منهم القدرة وإلا فلا{[51236]} ، أما سؤال الصحيح فواضح ، وأما غيره فكما يسأل الناس من جرح أو قطعت يده أو رجله أو ضرب وسطه وبقيت فيه بقية من رمق ، وإسناده الفعل ما لا يصح إسناده إليه وأمره بسؤاله بعد الإضراب عن فعله {[51237]}متضمن لأنه هو الفاعل .


[51226]:من مد، وفي الأصل: لهم، والكلمة ساقطة من ظ.
[51227]:العبارة من هنا إلى "الحجة" ساقطة من مد.
[51228]:من ظ، وفي الأصل: الزمام – كذا.
[51229]:بين سطري ظ: أي قوله "بل فعله كبيرهم"
[51230]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[51231]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[51232]:من ظ ومد وفي الأصل: تسبب.
[51233]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[51234]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[51235]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[51236]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[51237]:سقط ما بين الرقمين من ظ.