النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{قَالُواْ حَرِّقُوهُ وَٱنصُرُوٓاْ ءَالِهَتَكُمۡ إِن كُنتُمۡ فَٰعِلِينَ} (68)

{ قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنْتُمْ فَاعِلِينَ } وفي الذي أشار عليهم بذلك قولان :

أحدهما : أنه رجل من أعراب فارس يعني أكراد فارس ، قاله ابن عمر ومجاهد وابن جريج .

الثاني : أنه هيزون{[1967]} فخسف الله به الأرض فهو يتجلجل{[1968]} فيها إلى يوم القيامة . وقيل [ إن إبراهيم حين ] أوثق ليلقى في النار فقال : لا إله إلا أنت سبحانك رب العالمين ، لك الحمد ولك الملك ، لا شريك لك .

وقال عبد الله بن عمر : كانت كلمة إبراهيم حين أُلقي في النار : حسبي الله ونعم الوكيل .

قال قتادة : فما أحرقت النار منه إلا وثاقه .

قال ابن جريج : ألقي إبراهيم في النار وهو ابن ست وعشرين سنة .

وقال كعب : لم يبق في الأرض يومئذ إلا من يطفئ عن إبراهيم النار ، إلا الوزغ فإنها [ كانت ] تنفخ عليه ، فلذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلها{[1969]} .

قال الكلبي : بنوا له أتوناً ألقوه فيه ، وأوقدوا عليه النار سبعة أيام ، ثم أطبقوه عليه ، وفتحوه من الغد ، فإذا هو عرق أبيض لم يحترق ، وبردت نار الأرض فما أنضجت يومئذ كراعاً .


[1967]:هيزون: هكذا بالأصل وهو اسم الرجل الذي أشار بتحريق إبراهيم وفي تاريخ الطبري وتفسيره أن اسمه هيزن، وقيل هيون.
[1968]:يتجلجل: في الأصل يتجلل والصواب ما أثبتناه، ومعنى جلجل الرجل: صوت شديدا، وتجلجل في الأرض دخل فيها.
[1969]:روي ذلك أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم.