النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{ثُمَّ نُكِسُواْ عَلَىٰ رُءُوسِهِمۡ لَقَدۡ عَلِمۡتَ مَا هَـٰٓؤُلَآءِ يَنطِقُونَ} (65)

{ ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءوسِهِمْ } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : معناه أنها رجعوا إلى شِركهم بعد اعترافهم بالحق .

الثاني : يعني أنهم رجعوا إلى احتجاجهم على إبراهيم بقولهم : { لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هؤلاءِ يَنطِقُونَ } .

الثالث : أنهم نكسوا على رؤوسهم واحتمل ذلك منهم واحداً من أمرين : إما انكساراً بانقطاع حجتهم ، وإما فكراً في جوابهم ، فأنطقهم الله بعد ذلك بالحجة إذعاناً لها وإقراراً بها ، بقولهم : { لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هؤُلاءِ يَنطِقُونَ } فأجابهم إبراهيم بعد اعترافهم بالحجة .