قوله :{ ثُمَّ نُكِسُواْ على رُءُوسِهِمْ } قرأ العامة : «نُكِسُوا » مبنياً للمفعول مخفف الكاف أي : نكسهم الله{[28886]} أو خجلهم . و { عَلَى رُؤُوسِهِم } حال ، أي : كائنين على رؤوسهم{[28887]} . ويجوز أن يتعلق بنفس الفعل{[28888]} . والنَّكْسُ والتَّنْكِيسُ : القلب ، يقال : نَكَسَ رَأْسَهُ ونَكَّسَهُ مخففاً ومشدداً . أي : طأطأه حتى صار أعلاه أسفله{[28889]} .
وقرأ أبو حيوة وابن أبي عبلة وابن الجارود{[28890]} وابن مقسم : «نُكِّسُوا » بالتشديد{[28891]} وقد تقدم أنه لغة في المخفف ، فليس التشديد لتعدية ولا لتكثير .
وقرأ رضوان بن عبد المعبود{[28892]} : «نَكَسُوا » مخففاً مبنياً للفاعل{[28893]} ، وعلى هذا فالمفعول محذوف تقديره : نكسوا أنفسهم على رؤوسهم .
قال المفسرون : أجرى اله الحق على ألسنتهم في القول الأول{[28894]} ثم أدركتهم الشقاوة فهو معنى قوله : { ثُمَّ نُكِسُواْ على رُءُوسِهِمْ } أي : ردوا إلى الكفر بعد أن أقروا على أنفسهم بالظلم{[28895]} . وقيل : قلبوا على رؤوسهم حقيقة بفرط إطراقهم خجلاً وانكساراً وانخزالاً مما بهتهم إبراهيم ، فلما أحاروا جواباً إلا ما هو حجة لإبراهيم -عليه السلام-{[28896]} حين جادلهم- فقالوا : { لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هؤلاء يَنطِقُونَ } فأقروا بهذه الحجة التي لحقتهم{[28897]} .
قوله : { مَا هؤلاء يَنطِقُونَ } هذه الجملة جاب قسم محذوف ، والقسم وجوابه معمولان لقول مضمر ، وذلك القول المضمر حال من مرفوع «نُكِسُوا » أي : نكسوا قائلين : والله لقد علمت{[28898]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.