النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يَسۡجُدُۤ لَهُۥۤ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ وَٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُ وَٱلنُّجُومُ وَٱلۡجِبَالُ وَٱلشَّجَرُ وَٱلدَّوَآبُّ وَكَثِيرٞ مِّنَ ٱلنَّاسِۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيۡهِ ٱلۡعَذَابُۗ وَمَن يُهِنِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِن مُّكۡرِمٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَفۡعَلُ مَا يَشَآءُ۩} (18)

قوله عز وجل : { وَمَن يُهِن اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكرمٍ } فيه وجهان :

أحدهما : ومن يهن الله فيدخله النار فما له من مكرم فيدخله الجنة .

{ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ } من ثواب وعقاب ، وهذا قول يحيى بن سلام .

والثاني : ومن يهن الله بالشقوة فما له من مكرم بالسعادة ،

{ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءَ } من شقوة وسعادة ، وهذا قول الفراء وعليّ بن عيسى .

ويحتمل عندي وجهاً ثالثاً : ومن يهن الله بالانتقام فما له من مكرم بالإنعام ، إن الله يفعل ما يشاء من إنعام وانتقام .