الآية 18 : وقوله تعالى : { ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض } حرف { من } في ظاهر اللغة واللسان إنما يُعَبَّرُ به عن الممتحن من البشر والجن والملائكة . وأما الموات فإنه لا يعبر به عنه ، وإنما يعبر عنه بحرف : ما .
لكن ذكر في آخره ، وهو قوله : { والشمس والقمر والنجوم والجبال } الآية ما يدل أنه أراد الكل الممتحن والموات جميعا حين{[12948]} قال : { وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب } وإلا ظاهره ما ذكرنا أنه إنما يعبر ب : من عن الممتحن وبحرف : ما عن الكل . جائز أن يكون عند الاجتماع يذكر باسم الممتحن على ما يذكر عند اجتماع الذكر والأنثى باسم{[12949]} الذكور .
ثم ما ذكر من سجود هذه{[12950]} الأشياء يخرج على وجوه :
أحدها : سجود خلقه ، يسجد كل شيء ذكر بخلقته لله على ما ذكرنا في التسبيح .
والثاني : سجود عبادة ؛ وهو سجود كل ممكن [ منه السجود ] {[12951]} وتركه ، وهو سجود الممتحن .
والثالث : سجود{[12952]} بذل ؛ فما{[12953]} جعل في هذه الأشياء من المنافع ، لا تأتي بتذللها{[12954]} لأحد من الماء والشمس والشجر والدواب وكل شيء .
والرابع : ما ألهم هذه الأشياء من الطاعة لله والخضوع له . ألا ترى أنه قال : { أتينا طائعين } ؟ [ فصلت : 11 ] ألا ترى أنه ألهم الدواب معرفة إتيان الصالح واتقاء المهالك ؟ فجائز أن يعرفن طاعته والخضوع له ، والله أعلم .
وقوله تعالى : { وكثير من الناس } في الجنة { وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم } هذا يحتمل وجهين :
أحدهما : من خذله الله ، وطرده عن عبادته وبابه { فما له من مكرم } كقوله : { ومن يضلل الله فما له من هاد } [ الرعد : 33 والزمر : 23 و26 ] .
والثاني{[12955]} : يقول : ومن أهانه الله في النار بالعذاب فما له من منج ينجيه عن ذلك .
[ وقوله تعالى ] {[12956]} : { إن الله يفعل ما يشاء } هذا على المعتزلة لأنهم يقولون : شاء أشياء ، فلم يفعل . وهو يقول : يفعل ما يشاء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.