جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يَسۡجُدُۤ لَهُۥۤ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ وَٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُ وَٱلنُّجُومُ وَٱلۡجِبَالُ وَٱلشَّجَرُ وَٱلدَّوَآبُّ وَكَثِيرٞ مِّنَ ٱلنَّاسِۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيۡهِ ٱلۡعَذَابُۗ وَمَن يُهِنِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِن مُّكۡرِمٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَفۡعَلُ مَا يَشَآءُ۩} (18)

{ أَلَمْ{[3341]} تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ } : ينقاد ، { لَهُ مَن{[3342]} فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ{[3343]} وَالْقَمَرُ{[3344]} وَالنُّجُومُ{[3345]} وَالْجِبَالُ{[3346]} وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ{[3347]} } ، وقد{[3348]} ورد : { الشمس والقمر حين يبغيان يقعان لله ساجدين ثم لا يطلعان حتى يؤذن لهما } ، وفي الحديث{[3349]} ( لا تتخذوا ظهور الدواب منابر فرب مركوب خير أو أكثر ذكرا لله من راكبه ) ، وبالجملة لا يستحيل سُنّي مسلم أن يكون للجمادات خشوع وتسبيح ، { وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ } : المسلمون ، { وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ } : هم الكفار فإنهم غير منقادين لله فهو بحسب المعنى استثناء من { من في الأرض } ، ومن يُجوّز استعمال لفظ واحد في حالة واحدة على معنيين مختلفين فلا إشكال عنده فإنه يحمل السجود على معان ، قيل : وكثير من الناس مبتدأ خبره مقدر ، أي : مثاب بقرينة مقابلة ، وقيل : حق عليه العذاب خبر لهما{[3350]} أي : وكثير حق عليه العذاب ، { وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء }


[3341]:ولما ذكر أنه هو يقضي بين الخلائق، أعقبه بما هو دال على أن الجميع في خضوع، وانقياد سوى بعض من الإنس فقال: {ألم تر أن الله} الآية /12 وجيز.
[3342]:ولا يبعد أن يراد بمن في السموات والأرض كل شيء فيهما، وجاء بمن لتغليب العقلاء /12.
[3343]:عبدتها حمير /12.
[3344]:عبدته كنانة/ 12.
[3345]:تميم عبد الديوان، وقريش ولخم عبد الشعري وطيء عبد الثريا /12.
[3346]:الأصنام المنحوتة بعضها من الجبال، وبعضها من الأشجار / 12وجيز.
[3347]:البقر معبود اليهود /12.
[3348]:وفي الصحيحين بغير هذا اللفظ /12 وجيز.
[3349]:في مسند الإمام أحمد /12 وجيز. [وفي إسناده ابن لهيعة وفيه كلام].
[3350]:فيكون وكثير الثاني وتكرير، الأول مبالغة في تكثير المحقوقين بالعذاب /12.