النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فَهُمۡ فِي رَوۡضَةٖ يُحۡبَرُونَ} (15)

قوله تعالى : { . . . فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يَحْبَرُونَ }{[2168]} فيه أربعة تأويلات :

أحدها : يمكرون ، قاله ابن عباس .

الثاني : ينعمون ، قاله مجاهد وقتادة .

الثالث : يتلذذون بالسماع والغناء ، قاله يحيى بن أبي كثير .

الرابع : يفرحون ، قاله السدي . والحبرة عند العرب السرور والفرح قال العجاج :

فالحمد لله الذي أعطى الحبر *** موالي الحي إن المولى يَسَر

فأما الروضة فهي البستان المتناهي منظراً وطيباً ولم يكن عند العرب أحسن منظراً ولا أطيب منها ريحاً قال الأعشى :

ما روضة من رياض الحزن معشبةٌ *** خضراء جاد عليها مسبل هطل

يضحك الشمس منها كوكب شَرِقٌ *** مؤزر بعميم النبت مكتهل

يوماً بأطيب منها نشر رائحةٍ *** ولا بأحسن منها إذا دنا الأُصُل


[2168]:يقال فلان حين الحبر والسبر إذا كان جميلا حسن الهيئة.