النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيۡنَٰهُمۡ فَٱسۡتَحَبُّواْ ٱلۡعَمَىٰ عَلَى ٱلۡهُدَىٰ فَأَخَذَتۡهُمۡ صَٰعِقَةُ ٱلۡعَذَابِ ٱلۡهُونِ بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ} (17)

قوله عز وجل : { وأمّا ثمود فهديناهم } فيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : دعوناهم ، قاله سفيان .

الثاني : بيّنا لهم سبيل الخير والشر ، قاله قتادة .

الثالث : أعلمناهم الهدى من الضلالة ، قاله عبد الرحمن بن زيد .

{ فاستحبّوا العَمى على الهدى } فيه ثلاثة تأويلات :

أحدها : اختاروا العمى على البيان ، قاله أبو العالية .

الثاني : اختاروا الكفر على الإيمان .

الثالث : اختاروا المعصية على الطاعة . قاله السدي .

{ فأخذتهم صاعقة العذاب الهون } وفي الصاعقة هنا أربعة أقاويل :

أحدها : النار ، قاله السدي .

الثاني : الصيحة من السماء ، قاله مروان بن الحكم .

الثالث : الموت وكل شيء أمات ، قاله ابن جريج .

الرابع : أن كل عذاب صاعقة ، وإنما سميت صاعقة لأن كل من سمعها يصعق لهولها .

وفي { الهون } وجهان :

أحدهما : الهوان ، قاله السدي .

الثاني : العطش ، حكاه النقاش .