النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فَأَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ رِيحٗا صَرۡصَرٗا فِيٓ أَيَّامٖ نَّحِسَاتٖ لِّنُذِيقَهُمۡ عَذَابَ ٱلۡخِزۡيِ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَعَذَابُ ٱلۡأٓخِرَةِ أَخۡزَىٰۖ وَهُمۡ لَا يُنصَرُونَ} (16)

قوله عز وجل : { فأرسلنا عليهم ريحاً صرصراً } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : أنه الشديدة البرد{[2435]} ، قاله عكرمة وسعيد بن جبير ، وأنشد قطرب قول الحطيئة :

المطعمون إذا هبت بصرصرة *** والحاملون إذا استودوا على الناس

استودوا أي سئلوا الدية .

الثاني : الشديدة السموم ، قاله مجاهد .

الثالث : الشديدة الصوت ، قاله السدي مأخوذ من الصرير ، وقيل إنها الدبور .

{ في أيام نحسات } فيها أربعة أقاويل :

أحدها : مشئومات ، قاله مجاهد وقتادة ، كن آخر شوال من يوم الأربعاء إلى يوم الأربعاء وذلك { سبع ليال وثمانية أيام حسوماً } . قال ابن عباس : ما عذب قوم إلا في يوم الأربعاء .

الثاني : باردات ، حكاه النقاش .

الثالث : متتابعات ، قاله ابن عباس وعطية .

الرابع : ذات غبار ، حكاه ابن عيسى ومنه قول الراجز :

قد أغتدي قبل طلوع الشمس *** للصيد في يوم قليل النحس


[2435]:يقال أصلها صرر من الصر وهو البرد فأبدلوا مكان الراء الوسطى فاء الفعل كقولهم كبكبوا أصله كبوا وتجفجف الثوب أصله تجفف وقيل من الضرّة وهي الصيحة ومنه فأقبلت امرأته في صرة.