النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَلَقَدۡ كُذِّبَتۡ رُسُلٞ مِّن قَبۡلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَىٰ مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّىٰٓ أَتَىٰهُمۡ نَصۡرُنَاۚ وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَٰتِ ٱللَّهِۚ وَلَقَدۡ جَآءَكَ مِن نَّبَإِيْ ٱلۡمُرۡسَلِينَ} (34)

قوله عز وجل : { . . . وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ } يحتمل أربعة تأويلات :

أحدها : معناه لا مُبطِل لحُجَّتِهِ ولا دافع لبرهانه .

والثاني : معناه لا رَادَّ لأمره فيما قضاه من نصر أوليائه ، وأوجبه من هلاك أعدائه .

والثالث : معناه لا تكذيب لخبره فيما حكاه من نصر{[870]} مَنْ نُصِرَ وهلاك مَنْ أُهْلِكَ .

والرابع : معناه لا يشتبه{[871]} ما تخرصه الكاذبون عليه بما بلَّغه الأنبياء عنه .

{ وَلَقْدْ جَآءَكَ مِن نبإ المُرْسَلِينَ } فيما صبروا عليه من الأذى ، وقُوبلوا{[872]} عليه من النصر .


[870]:- من نصر: سقطت من ك.
[871]:- في ك: يشبه بما.
[872]:- أي أن الله كافأهم بالنصر.