تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَلَقَدۡ كُذِّبَتۡ رُسُلٞ مِّن قَبۡلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَىٰ مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّىٰٓ أَتَىٰهُمۡ نَصۡرُنَاۚ وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَٰتِ ٱللَّهِۚ وَلَقَدۡ جَآءَكَ مِن نَّبَإِيْ ٱلۡمُرۡسَلِينَ} (34)

{ ولقد كذبت رسل من قبلك } ، وذلك قبل كفار مكة ، لأن كفار مكة ، قالوا : يا محمد ، ما يمنعك أن تأتينا بآية كما كانت الأنبياء تجئ بها إلى قومهم ، فإن فعلت صدقناك ، وإلا فأنت كاذب ، فأنزل الله يعز نبيه صلى الله عليه وسلم ليصبر على تكذيبهم إياه ، وأن يقتدى بالرسل قبله : { ولقد كذبت رسل من قبلك } { فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا } في هلاك قومهم ، وأهل مكة بمنزلتهم ، فذلك قوله : { ولا مبدل لكلمات الله } ، يعني لا تبديل لقول الله بأنه ناصر محمد صلى الله عليه وسلم ، ألا وقوله حق كما نصر الأنبياء قبله ، { ولقد جاءك من نبأي } ، يعني من حديث { المرسلين } حين كذبوا وأوذوا ثم نصروا .