النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{بَلۡ بَدَا لَهُم مَّا كَانُواْ يُخۡفُونَ مِن قَبۡلُۖ وَلَوۡ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنۡهُ وَإِنَّهُمۡ لَكَٰذِبُونَ} (28)

ثم قال تعالى : { بل بَدَالَهُم ما كَانُوا يُخْفُونَ مِن قَبْلُ } فيه ثلاثة أقاويل{[864]} :

أحدها : بدا لهم وبال ما كانوا يخفونه .

والثاني : بدا لهم ما كان يخفيه بعضهم عن بعض ، قاله الحسن .

والثالث : بدا للأتباع ما كان يخفيه الرؤساء .

{ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ } يعني ولو ردوا إلى ما تمنوا من الدنيا لعادوا إلى ما نهوا عنه من الكفر .

{ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } فيه قولان :

أحدهما : أنه خبر مستأنف أخبر الله به عن كذبهم لا{[865]} أنه عائد إلى ما تقدم من تمنّيهم ، لعدم الصدق والكذب في التمنِّي .

والثاني : { إِنَّهُمْ لَكَاذِبونَ } يعني في الإِخبار عن أنفسهم بالإِيمان إِن رُدُّوا .


[864]:- قدمت هذه العبارة في ق عند رقم التعليق السابق.
[865]:- في ق "لأنه" والصواب ما أثبتناه لأن السياق يفيد أن المراد النفي لا التعليل.