النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{قُلۡ أَيُّ شَيۡءٍ أَكۡبَرُ شَهَٰدَةٗۖ قُلِ ٱللَّهُۖ شَهِيدُۢ بَيۡنِي وَبَيۡنَكُمۡۚ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ لِأُنذِرَكُم بِهِۦ وَمَنۢ بَلَغَۚ أَئِنَّكُمۡ لَتَشۡهَدُونَ أَنَّ مَعَ ٱللَّهِ ءَالِهَةً أُخۡرَىٰۚ قُل لَّآ أَشۡهَدُۚ قُلۡ إِنَّمَا هُوَ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞ وَإِنَّنِي بَرِيٓءٞ مِّمَّا تُشۡرِكُونَ} (19)

قوله عز وجل : { قَل أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً } الآية ، في سبب [ نزول ] ذلك قولان :

أحدهما : أن المشركين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم : من يشهد لك بالنبوة ، فأنزل الله تعالى هذه الآية يأمره فيها أن يقول لهم : { أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً } ، ثم أجابه عن ذلك فقال : { قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ } يعني : بصدقي وصحة نبوتي وهي أكبر الشهادات ، قاله الحسن .

والثاني : أن الله تعالى أمره أن يشهد عليهم بتبليغ الرسالة إليهم فقال ذلك ليشهده عليهم .

{ لأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَن بَلَغَ } فيه وجهان :

أحدهما : لأنذركم [ يا ] أهل مكة ومن بلغه القرآن من غير أهل مكة .

والثاني : لأنذركم به : [ أيها ] العربُ ومن بلغ من العَجَم{[855]} .


[855]:- سقط من ق.