النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِۦٓ أَنجَيۡنَا ٱلَّذِينَ يَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلسُّوٓءِ وَأَخَذۡنَا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابِۭ بَـِٔيسِۭ بِمَا كَانُواْ يَفۡسُقُونَ} (165)

قوله عز وجل : { فَلَمَّا نَسُواْ{[1152]} مَا ذُكِّرُوا بِهِ } نسوا يعني تركوا ، والذي ذكروا به أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر .

{ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَونَ عَنِ السُّوءِ } وهم الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر .

{ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ } وهم الذين تركوا المعروف وفعلوا المنكر .

{ بِعَذَابٍ بَئِيس } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : شديد ، قاله مجاهد .

والثاني : رديء ، قاله الأخفش .

الثالث : أنه العذاب المقترن بالفقر وهو البؤس .

وأما الفرقة الثالثة التي لم تنه ولم تفعل ففيها قولان :

أحدهما : أنها نُجِّيَتْ مع الذين نهوا .

والثاني : ما قاله ابن عباس : لا أدري ما فعل بها{[1153]} .


[1152]:من هنا إلى ما فعل بها سقط من ق.
[1153]:من فلما نسوا ما ذكروا به سقط من ق.