قوله : { فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكّرُواْ بِهِ } أي : لما ترك العصاة من أهل القرية ما ذكرهم به الصالحون الناهون عن المنكر ، ترك الناسي للشيء المعرض عنه كلية الإعراض { أَنجَيْنَا الذين يَنْهَوْنَ عَنِ السوء } أي : الذين فعلوا النهي ، ولم يتركوه { وَأَخَذْنَا الذين ظَلَمُواْ } وهم العصاة المعتدون في السبت { بِعَذَابِ بَئِيس } أي : شديد من بؤس الشيء يبؤس بأساً إذا اشتد ، وفيه إحدى عشرة قراءة ، للسبعة وغيرهم { بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ } أي : بسبب فسقهم ، والجار والمجرور متعلق بأخذنا { فَلَمَّا عَتَوْاْ عَمَّا نُهُواْ عَنْهُ } أي : تجاوزوا الحد في معصية الله سبحانه تمرّداً وتكبراً { قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً } أي : أمرناهم أمراً كونياً لا أمراً قولياً ، أي مسخناهم قردة . قيل : إنه سبحانه عذبهم أوّلاً بسبب المعصية ، فلما لم يقلعوا مسخهم قردة . وقيل : إن قوله : { فَلَمَّا عَتَوْاْ عَمَّا نُهُواْ عَنْهُ } تكرير لقوله : { فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكّرُواْ بِهِ } للتأكيد والتقرير ، وأن المسخ هو العذاب البيس ، والخاسئ الصاغر الذليل أو المباعد المطرود ، يقال : خسأته فخسىء ، أي باعدته فتباعد .
واعلم أن ظاهر النظم القرآني هو أنه لم ينج من العذاب إلا الفرقة الناهية التي لم تعص لقوله : { أَنجَيْنَا الذين يَنْهَوْنَ عَنِ السوء } وأنه لم يعذب بالمسخ إلا الطائفة العاصية لقوله : { فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خاسئين } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.