قال الله ( عز وجل{[25803]} ) { أنجينا الذين ينهون عن السوء }[ 165 ] .
وروي عنه أنه قال : نجا الناهون ، وهلك الفاعلون ، وما أدري ما فعل بالساكتين{[25804]} .
وقال الكلبي هم فرقتان : فرقة وعظت ، وفرقة قالت : { لم تعظون } ، وهي{[25805]} الموعوظة{[25806]} .
وذلك أن الخاطئة لما كثر عليها الوعظ ، قالت للواعظين : { لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم{[25807]} } على قولكم{[25808]} . وقد مضى من ذكر هذا في البقرة جملة{[25809]} .
وقال الكلبي : كانوا فرقتين : قالت الصالحة للطالحة : يا قوم ، انتهكتم حرمة سبتكم ، وعصيتم ربكم ، وخالفتم سنة نبيكم ، فانتهوا عن هذا العمل قبل أن ينزل بكم العذاب . قالت الطالحة : فلم تعظوننا إذا كنتم علمتم أن الله ( عز وجل{[25810]} ) ، مهلكنا ، وإن أطعتمونا لتفعلن كالذين فعلنا ، فقد فعلناه منذ سنين ، فما زادنا الله بذلك{[25811]} إلا خيرا . قالت الصالحة : ويلكم ، لا تغتروا{[25812]} ، [ ولا{[25813]} ] تأمنوا بأس{[25814]} الله ، ( سبحانه ){[25815]} ، فكأنه نزل بكم ، قالت لهم الطالحة : ف{ لم تعظون قوما الله مهلكهم } الآية{[25816]} .
فهم فرقتان على قول الكلبي . وثلاث فرق على قول أكثر المفسرين{[25817]} .
قوله : { فلما نسوا ما ذكروا{[25818]} } ، إلى قوله : { وإنه{[25819]} لغفور رحيم }[ 165-167 ] .
والمعنى : فلما تركت الطائفة التي نهيت عن السوء ، ما أمرها الله ( عز وجل ){[25820]} به من ترك الاعتداء{[25821]} .
وقيل : نسوا موعظة من وعظهم من المؤمنين{[25822]} ، { أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بيس }[ 165 ] ، أي : وجيع{[25823]} أليم . قاله ابن عباس{[25824]} .
وقيل : ( بيس } : رديء{[25825]} .
وقال{[25826]} مجاهد { بعذاب بيس }{[25827]} : أليم شديد{[25828]} .
وقال قتادة { بعذاب{[25829]}بيس } : موجع{[25830]} .
وقال ابن زيد { بيس } : شديد{[25831]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.