فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِۦٓ أَنجَيۡنَا ٱلَّذِينَ يَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلسُّوٓءِ وَأَخَذۡنَا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابِۭ بَـِٔيسِۭ بِمَا كَانُواْ يَفۡسُقُونَ} (165)

{ فلما نسوا ما ذكروا به } أي لما ترك العصاة من أهل القرية ما ذكرهم به الصالحون الناهون عن المنكر ترك الناسي للشيء المعرض عنه كلية الإعراض { أنجينا الذين ينهون عن السوء } أي الذين فعلوا النهي ولم يتركوه { وأخذنا الذين ظلموا } وهم العصاة المعتدون في السبت { بعذاب بئيس } أي شديد وجيع من : بؤس الشيء بأسا إذا اشتد ، وفيه إحدى عشر قراءة للسبعة وغيرهم { بما كانوا يفسقون } أي بسبب فسقهم واعتدائهم وخروجهم عن طاعتنا .

قال ابن عباس : نجت الفرقة الساكتة ، وقال يمان بن رباب : نجت الطائفتان وأهلك الذين أخذوا الحيتان وبه قال الحسن ، وقال ابن زيد : نجت الناهية وهلكت الفرقتان ، وهذه الآية أشد آية في ترك النهي عن المنكر .