الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ إِذَا مَسَّهُمۡ طَـٰٓئِفٞ مِّنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبۡصِرُونَ} (201)

ثم قال تعالى : { إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف }[ 201 ] .

و " الطائف " و " الطيف " عند جماعة من البصريين ، سواء وهو ما كان كالخيال ، والشيء يُلِمُّ بك{[26562]} .

وقيل : إن " طيفا " مخفف من : " طيف " ، مثل : مَيْتٌ ومَيِّتٌ{[26563]} .

وقال بعض الكوفيين : " الطائف " : ما طاف به من وسوسة الشيطان . و " الطيف " : من اللم والمس{[26564]} .

وقال الكسائي : " الطيف " : اللهو ، و " الطائف " : كل ما طاف حول الإنسان{[26565]} .

وقرأ ابن جبير : " طَيِّفٌ " ، مشدودا{[26566]} .

و " الطيف " عند أهل العربية : مصدر طاف{[26567]} .

وقال الكسائي : هو مخفف من : " طيف " {[26568]} .

وقال الكسائي : " طاف " من : الواو{[26569]} .

وقال الأحمر{[26570]} سمعت : " طفت أطيف " {[26571]} .

وحكى البصريون : " طاف بطيف " و " طفت أطيف " {[26572]} .

قال ابن جبير ومجاهد " الطيف " : الغضب{[26573]} .

وقال ابن عباس " طائف " : لمة من الشيطان{[26574]} .

وقال السدي : { تذكروا }[ 201 ] أي : تذكروا عقاب الله ( عز وجل ){[26575]} ، فتابوا ، أي : تابوا إذا زلوا{[26576]} .

قال ابن عباس : { فإذا هم مبصرون }[ 201 ] ، أي : منتهون عن المعصية{[26577]} .


[26562]:جامع البيان 13/334. وينظر: الكشف 1/487، وتفسير القرطبي 7/222.
[26563]:الكشف 1/487، وجامع البيان 13/334. وهو قول الكسائي في إعراب القرآن للنحاس 2/171.
[26564]:الكشف 1/487، من غير عزو، وجامع البيان 13/334، منسوب فيه لبعض الكوفيين.
[26565]:الكشف 1/487. وينظر: جامع البيان 13/334، والمحرر الوجيز 2/492، والبحر المحيط 446.
[26566]:الكشف 1/487، وإعراب القرآن للنحاس 2/171، والمختصر في شواذ القرآن 53، وزاد نسبتها إلى ابن عباس، والمحرر الوجيز 2/492، وضبطت فيه، خطأ، بسكون الياء، وزاد المسير 3/309، وزاد نسبتها إلى ابن عباس، والجحدري، والضحاك، وتفسير القرطبي 7/222، والبحر المحيط 4/445.
[26567]:انظر: مزيد بيان في مشكل إعراب القرآن 1/08، وجامع البيان 13/335، وإعراب القرآن للنحاس 2/171، والبحر المحيط 4/445.
[26568]:إعراب القرآن للنحاس 2/171، وينظر: مشكل إعراب القرآن 1/308، والتبيان في إعراب القرآن 1/609، والبحر المحيط 4/445، والدر المصون 3/388. ومن: هو مخفف، إلى: الكسائي، لحق في الأصل.
[26569]:بمعنى: أن أصله "طوف" من طاف يطوف، فقلبت الواو ياء، كما في الدر المصون 3/388. انظر: الكشف 1/487، والتبيان في إعراب القرآن 1/609، والمصباح / طيف.
[26570]:هو: علي بن الحسن، المعروف بالأحمر، شيخ العربية وصاحب الكسائي، من تواليفه: التصريف. توفي سنة 194هـ انظر: بغية الوعاة 2/158، و159.
[26571]:في مجاز القرآن 1/237: "وهو من طفت به أطيف طيفا...". وينظر: جامع البيان 13/335، وإعراب القرآن للنحاس 2/171.
[26572]:جامع البيان 13/335، بلفظ: "وحكى البصريون وبعض الكوفيين سماعا من العرب: "طاف يطيف" و"طفت أطيف،...".
[26573]:جامع البيان 13/335، 336، وتفسير ابن أبي حاتم 5/1640، وزاد نسبته إلى ابن عباس، وابن زيد.
[26574]:جامع البيان 13/336، وزاد المسير 3/310. وتنظر: أقوال أخرى في تفسير الماوردي 2/289.
[26575]:ما بين الهلالين ساقط من "ج".
[26576]:في ج: إذا خلوا. والأثر في جامع البيان 13/337، وتفسير ابن أبي حاتم 5/1641، والدر المنثور 3/632، بلفظ: "إذا زلوا تابوا". قال الطبري: المصدر السابق، "وهذان التأويلان متقاربا المعنى؛ لأن "الغضب" من استزلال الشيطان، و"اللمة" من الخطيئة أيضا منه، وكل ذلك من طائف الشيطان. وإذا كان ذلك كذلك، فلا وجه لخصوص معنى منه ودون معنى، بل الصواب أن يعم كما عمه جل ثناؤه فيقال: إن الذين اتقوا إذا عرض لهم عارض من أسباب الشيطان، ما كان ذلك العارض، تذكروا أمر الله وانتهوا إلى أمره".
[26577]:جامع البيان 13/337، وتفسير ابن أبي حاتم 5/1641، والدر المنثور 3/633، بلفظ: "إذا هم منتهون عن المعصية، آخذون بأمر الله، عاصون للشيطان".