تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِنَّ ٱلۡأَبۡرَارَ يَشۡرَبُونَ مِن كَأۡسٖ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا} (5)

الآية 5 : وقوله تعالى : { إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا } فمنهم من ذكر أن الكافور شيء أعده الله تعالى لأهل كرامته ، لم يطلع عباده على ذلك في الدنيا . ومنهم من ذكر أن الكافر شيء جرى ذكره في الكتب المتقدمة ، فذكر ذلك في القرآن ، ومنهم من قال : إنه عين من عيون الجنة ، ومنهم من صرفه إلى الكافور المعروف .

لكن قيل : إنه كناية عن طيب الشراب ، وقيل : إنه كناية عن برودة الشراب لأنه ذكر أن ذلك الشراب في طبعه كالكافور[ لأن ألذ ]{[22868]} الشراب عند الناس البارد منه ، لا أن يكون في نفسه باردا ، وذكروا أن الكأس لا تسمى كأسا حتى يكون فيها خمر .


[22868]:في الأصل: لأن الذي، في م: لا الذي.