إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{إِنَّ ٱلۡأَبۡرَارَ يَشۡرَبُونَ مِن كَأۡسٖ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا} (5)

{ إِنَّ الأبرار } شروعٌ في بيان حسنِ حالِ الشاكرينَ إثرَ بيانِ سوءِ حالِ الكافرينَ وإيرادُهم بعنوانِ البِرِّ للإشعارِ بمَا استحقُّوا بهِ ما نالُوه من الكرامةِ السنيةِ . والأبرارُ جمعُ بَرَ أو بارَ كربَ وأربابٍ وشاهدٍ وأشهادٍ . قيلَ : هُو من يبرُّ خالقَهُ أي يطيعُهُ وقيلَ : من يمتثلُ بأمرِه تعالى وقيلَ : من يؤدِّي حقَّ الله تعالى ويوفِّي بالنذرِ ، وعنِ الحسنِ البرُّ منْ لا يُؤذِي الذرَّ { يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ } هي الزجاجةُ إذا كانتْ فيها خمرٌ وتُطلقُ على نفسِ الخمرِ أيضاً فمِنْ على الأولِ ابتدائيةٌ وعلى الثانِي تبعيضيةٌ أو بيانيةٌ { كَانَ مِزَاجُهَا } أي ما تمزجُ به { كافورا } أي ماءَ كافورٍ وهو اسمُ عينٍ في الجنَّةِ ماؤُها في بياضِ الكافورِ ورائحتِه وبردِه . والجملةُ صفةُ كأسٍ .