النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُنَا قَالُواْ قَدۡ سَمِعۡنَا لَوۡ نَشَآءُ لَقُلۡنَا مِثۡلَ هَٰذَآ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّآ أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ} (31)

قوله عز وجل { وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ ءَايَاتُنَا قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا } يحتمل وجهين :

أحدهما : قد سمعنا هذا منكم ولا نطيعكم .

والثاني : قد سمعنا قبل هذا مثله فماذا أغناكم .

{ لَوْ نَشَاءَ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا } يحتمل وجهين :

أحدهما : مثل هذا في النظم والبيان معارضة له في الإعجاز .

والثاني : مثل هذا في الاحتجاج معارضة له في الاستدعاء إلى الكفر .

{ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ } يعني أحاديث الأولين{[1186]} ويحتمل وجهين :

أحدهما : أنه قصص من مضى وأخبار من تقدم .

والثاني : أنه مأخوذ عمن تقدم وليس بوحي من الله تعالى .

وقيل إن هذه الآية نزلت في النضر بن الحارث بن كلدة ، وقد قلته النبي صلى الله عليه وسلم صبراً في جملة ثلاثة من قريش : عقبه بن أبي معيط ، والمطعم بن عدي ، والنضر بن الحارث وكان أسير المقداد ، فلما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل النضر قال المقداد : أسيري يا رسول الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللَّهُمْ أَعِنِ المِقْدَادَ " ، فقال : هذا أردت . وفيه أنزل الله تعالى الآية التي بعدها .


[1186]:سقط من ك.