إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُنَا قَالُواْ قَدۡ سَمِعۡنَا لَوۡ نَشَآءُ لَقُلۡنَا مِثۡلَ هَٰذَآ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّآ أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ} (31)

{ وَإِذَا تتلى عَلَيْهِمْ ءاياتنا } التي حقها أن يخِرَّ لها صُمُّ الجبال { قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاء لَقُلْنَا مِثْلَ هذا } قاله اللعينُ النضْرُ بنُ الحارث ، وإسنادُه إلى الكل لما أنه كان رئيسَهم وقاضيهم الذي يقولون بقوله ويأخُذون برأيه وقيل : قاله الذين ائتمروا في أمره صلى الله عليه وسلم في دار الندوة ، وهذا كما ترى غايةُ المكابرة ونهايةُ العِناد كيف لا ولو استطاعوا شيئاً من ذلك فما الذي كان يمنعهم من المشيئة وقد تُحُدّوا عشرَ سنين وقُرعوا على العجز وذاقوا من ذلك الأمريْن ثم قورعوا بالسيف فلم يعارضوا بما سواه مع أنَفتهم وفرْطِ استنكافِهم أن يُغلَبوا لاسيما في باب البيان { إِنْ هذا إِلاَّ أساطير الأولين } أي ما يسطرونه من القصص .