فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُنَا قَالُواْ قَدۡ سَمِعۡنَا لَوۡ نَشَآءُ لَقُلۡنَا مِثۡلَ هَٰذَآ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّآ أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ} (31)

{ وإذا تتلى عليهم آياتنا } التي تأتيهم بها وتتلوها عليهم { قالوا } تعنتا وتمردا وبعدا عن الحق { قد سمعنا } ما تتلوه علينا { لو نشاء لقلنا مثل هذا } الذي تلوته علينا أي مثل هذا القرآن وهو التوراة والإنجيل ، وقد تنازع هذا العامل مع قوله : { لقلنا } في قوله : { مثل هذا } كما يستفاد من الخازن ، قيل إنهم قالوا هذا توهما منهم أنهم يقدرون على ذلك لأنهم أهل الفصاحة وفرسان البلاغة فلما راموا أن يقولوا مثله عجزوا ثم قالوا عنادا وتمردا .

{ إن هذا إلا أساطير الأولين } أي ما يسطره الوراقون من أخبار الأولين وقد تقدم بيانه مستوفى ، وعن السدي أنها نزلت في النضر بن الحرث وكان يختلف إلى أرض فارس والحيرة ويسمع أخبارهم عن رستم واستفنديار ، وأحاديث العجم ، فلما جاء مكة ووجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أوحى إليه قال : { قد سمعنا } الآية .