فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُنَا قَالُواْ قَدۡ سَمِعۡنَا لَوۡ نَشَآءُ لَقُلۡنَا مِثۡلَ هَٰذَآ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّآ أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ} (31)

{ لَوْ نَشَاء لَقُلْنَا مِثْلَ هذا } نفاجة منهم وصلف تحت الراعدة ، فإنهم لم يتوانوا في مشيئتهم لو ساعدتهم الاستطاعة ، وإلا فما منعهم إن كانوا مستطيعين أن يشاؤوا غلبة من تحدّاهم وقرعهم بالعجز ، حتى يفوزوا بالقدح المعلي دونه ، مع فرط أنفتهم واستنكافهم أن يغلبوا في باب البيان خاصة ، وأن يماتنهم واحد ، فيتعللوا بامتناع المشيئة ، ومع ما علم وظهر ظهور الشمس ، من حرصهم على أن يقهروا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتهالكهم على أن يغمروه . وقيل : قائله النضر بن الحرث المقتول صبراً ، حين سمع اقتصاص الله أحاديث القرون : لو شئت لقلت مثل هذا . وهو الذي جاء من بلاد فارس بنسخة حديث رستم وأسفنديار فزعم أن هذا مثل ذاك ، وأنه من جملة تلك الأساطير .