النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَإِذَا ٱلۡمَوۡءُۥدَةُ سُئِلَتۡ} (8)

{ وإذا الموؤودة سُئِلَتْ } والموؤودة المقتولة ، كان الرجل في الجاهلية إذا ولدت امرأته بنتاً دفنها حية ، إما خوفاً من السبي والاسترقاق ، وإما خشية الفقر والإملاق ، وكان ذوو الشرف منهم يمتنعون من هذا ويمنعون منه حتى افتخر الفرزدق فقال :

ومِنّا الذي مَنَعَ الوائداتِ *** فأحْيا والوئيدَ فلم تُوأَدِ

وسميت موءودة للثقل الذي عليها من التراب ، ومنه قوله تعالى : { ولا يئوده حفظهما } أي لا يثقله ، وقال متمم بن نويرة :

وموءودةٍ مقبورة في مفازةٍ *** بآمتها موسودة لم تُمهّدِ{[3209]}

فقال توبيخاً لقاتلها وزجراً لمن قتل مثلها { وإذا الموءودة سئلت } .

8


[3209]:نسب صاحب اللسان هذا البيت إلى حسان بن ثابت. والآمة: ما يعلق بسرة المولود إذا سقط من بطن أمه.