النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى ٱلۡإِبِلِ كَيۡفَ خُلِقَتۡ} (17)

{ أفلا يَنظُرونَ إلى الإبلِ كيف خُلِقت } الآيات ، وفي ذكره لهذه ثلاثة أوجه :

أحدها : ليستدلوا بما فيها من العبر على قدره الله تعالى ووحدانيته .

الثاني : ليعلموا بقدرته على هذه الأمور أنه قادر على بعثهم يوم القيامة ، قاله يحيى بن سلام .

الثالث : أن الله تعالى لما نعت لهم ما في الجنة عجب منه أهل الضلالة ، فذكر لهم ذلك مع ما فيه من العجاب ليزول تعجبهم ، قاله قتادة .

وفي " الإبل " ها هنا وجهان :

أحدهما : وهو أظهرهما وأشهرهما : أنها الإبل من النَعَم .

الثاني : أنها السحاب ، فإن كان المراد بها السحاب فلما فيها من الآيات الدالة على قدرة الله والمنافع العامة لجميع خلقه .

وإن كان المراد بها من النَعَم فإن الإبل أجمع للمنافع{[3257]} من سائر الحيوانات ، لأن ضروبه أربعة :

حلوبة ، وركوبة ، وأكولة ، وحمولة والإبل تجمع هذه الخلال الأربع ، فكانت النعمة بها أعم ، وظهور القدرة فيها أتم .


[3257]:هذا عند العرب، والقرآن نزل فيهم.