النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فَلَا ٱقۡتَحَمَ ٱلۡعَقَبَةَ} (11)

{ فلا اقْتَحَمَ{[3272]} العَقَبَةَ } فيها خمسة أقاويل :

أحدها : أنها طريق النجاة ، قاله ابن زيد .

الثاني : أنها جبل في جهنم ، قاله ابن عمر .

الثالث : أنها نار دون الحشر ، قاله قتادة .

الرابع : أنها الصراط يضرب على جهنم كحد السيف ، قاله الضحاك ، قال الكلبي{[3273]} : صعوداً وهبوطاً .

الخامس : أن يحاسب نفسه وهواه وعدوّه الشيطان ، قاله الحسن .

قال الحسن : عقبة والله شديدة{[3274]} .

ويحتمل سادساً : اقتحام العقبة خالصة من الغرض{[3275]} .

وفي معنى الكلام وجهان :

أحدهما : اقتحام العقبة فك رقبة ، قاله الزجاج .

الثاني : معناه فلم يقتحم العقبة إلا مَنْ فكَّ رقبة أو أطعم ، قاله الأخفش .


[3272]:قال ابن زيد وجماعة من المفسرين: معنى الكلام استفهام إنكاري، وتقديره: أفلا أقتحم العقبة أي هلا أنفق ماله في فك الرقاب ليجاوز به العقبة.
[3273]:في تفسير القرطبي: قال الكلبي مسيرة ثلاثة آلاف سنة، سهلا وصعودا وهبوطا. أقول وبهذا تقسيم العبارة ويتضح المراد.
[3274]:أي أن محاسبة النفس والهوى والشيطان شديدة على النفس.
[3275]:هكذا في الأصل، وربما كان الصواب: خلاصه من تبعة الفرض أي الفريضة.